habwarFP

د. حسام عبد الرحمن شحانة

حَبْلَ الوريد

كتبه

حسام عبد الرحمن
3.

الطبعة الأولى

م5١5١‎ ه١‎

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحم للا السمدة وتسي تار
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالناء من
بده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادى لهء وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله. اللهم صِلّ على محمد وعلى آل محمد كما
صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على
محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك
خميل ميال
فيا أَيمَا الَّذِينَ اموا انوا الله حَقّ تُقَاتِهِ وَلا تحُويُنَ إلا
وَنْتَمْ مُسْلِمُو مُسَلِمُو 5 [آل غمران: ]1١1‏

6 5

ليا أيا النّاس ات نقُوا رَبَكُمْ الذي حَلَفَكُمْ مِنْ نَفْسِ
ولعو هلق يذه تذخا وبت ينها رجاتيك
وَنِسَاءَ وَانَُوا الله الَّذِي تَسَاءلُونَ به وَالأرْحَامَ إنَّالله

كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:١]‏

لإا أجلن واوا ووو ولا سق
0 و سف ا 1ن لب كه 2و نيزا به ١‏
يُصْلِحْ لكم أغ]1 وَيَغْفِر لَكُمْ ذنُو وَمَنْ يْطِع الله

000 يي 6 يت ع 6

وَرَسُولَهُ ققد قَارَّ فَوْرًَا عَظِيَ) [الأحزاب: ]71-7١‏

أما بعد .. فإن أصدق الحديث كتاب الله
تعاللى وخبير الهدى هدى محمد صلى الله عليه
وآله وسلم. وشرّ الأمور محدثاتمها وكل محدثة
بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

ع كد وك
تا تزيم يكت

حَبِلَ الوريد
هو شريان يضخ الدم من القلب للرأس
بقوة اندفاع عالية» ويجرى ذلك الشريان
مخترقا أنسجة الرقبة من خلال فرعين عن
يمين وشمال رقبة الانسان ..

وعند إصابة ذلك الشريان بآلة حادة فسوف
يسيل الدم باندفاع قوى بين الأنسجة أو خارج
الجسم ويتبع ذلك نقص وصول الدم للرأس
ثم الموت المحقق إذا لم يتم إسعاف المصاب
بسرعة.
ومعنى ذلك أن شريان الرقية هو شريان الحياة
ويسمى فى القرآن : حب لأ أوريد © [اسورة ق: 13]
وعند النوم والتصاق الرقبة بالوسادة
يسمع الانسان اندفاع الدم بذاك الشريان وهو
يضخ الدم بوتيرة مستمرة لها صوت مميزء
وكأن الشريان يناديك مجددا 20

يقول : إنك لازلت حيا !!

وعادة ما يتكرر نداء الشريان لك رافعا شعار
الحياة»

وأنت فى ظلام الليل»

وقد سكنت أصوات الحياة حولك»
لكنه يظل ينادى عليك...(إإنك حى)
ولايسمع ذلك النداء أى أحد ..!
حتى لو كان نائم بجوارك»

بل أنت وحدك..!! تسمع..

لكن إذا تأملنا بعمق لوجدنا أن الحقيقة غير

فالله يحول بينك وبين نبضات شريان حياتك»
ويعلم حديث نفسك قبل وصول الدم لرأسك
قبل أن تعى الرأس حديث النفس..

َال مساك مإ وَلْمَدَحَلقَا لسن ويََلَومَاُوسَوس وم

و لكاتو كا سس 16
سدم وحن أوَي لوم رْحبلٍ وريد ©)

نلاحظ فى أول هذه الآية تذكير لك, أن الله كبن
هو الذى خلقك فإ وَلْمَدَحَلفَمَالإِشسنَ ©

]١" [زق:‎ 1

فهو سبحانه وتعالى الذى خلقك وأنت جنين
فى رحم الأم....
وجعل شريان الرأس ينبض لك بالحياة...

واسثمر الحال زمئك كله...

وحفظ الله كين بقدرته شريان رأسك من أن
تئال منه آلة حادة تسلب منك الحياة..!

فحفظه الله لك حتى ا للحظة التى تتأمل فيها

أليست هذه هى الحقيقة القديمة.

والمتجددة على الدوام ؟...

فكيف نسيتها ؟!!

إن الله كَبكَ يعلم مافى نفسك لحظة تأملاتك فى
سكون الظلام»

بل وفى غيرها من الأوقات والأحوال.

وهو سبحانه قريب منك قربا لاتقدر قدره؟؛!!

فهل يدور فى رأسك ذكر فلان أو فلانة» وهما
نائمين بعيدين عنك. والله منك قريب؟
وهو سبحانه وتعالى ذاكر لك..

وكلمات الله تنادى ....

و-

كن يتوم رحبلا ريد 4

هل تعلم أنك إذا انصرف قلبك ورأسك عن
كل ذلك» وانشغلت بصراعات مع هذا وذاك»

فقمت أو نمت ينطق لسانك بشد وجذب ونزاع
لكين من الملائكة أقعدهما الله يك لك.

10

الواحد من الملكين قاعد قريب منك عند
شريان حياتك الأيمن يكتب الطيبات من
حسناتك»
والملك الآخر قريب منك كذلك بل هو قاعد
عند شريان حياتك الأيسر يكتب السيئات من
أعمالك.

00 د ا ل
م إِذْيتَلئى الْمتَلِقانِعَنٍ لبن وَعَنِ الْشَمَالٍ

تَعِيدٌ © [ سورة ق: ]١7/‏
كلا الملكين يكتبان ويسجلان بوتيرة ما 00
كما أن حبلا الوريد ينبضان بوتيرة ما 0

فالشريانان على اليمن والشمال فى رقبتك
ينبضان

ا

والملكان عن اليمين والشمال يتلقيان

وزامن لم تفكر ]لاق خان لغيرة...بب!
ويامن نمت بمكر يدور فق رأسك...!

عليك رقيب يكتب فعلك وقولك .. |

0

ل مَايظ ين قل إلا اه تيك عَيَدٌ ©4
[سورة ق: 18]

فكما سخر الله لك فى كل لحظة .... دفقة فى
حبل الوريد ..

سجل الله هبك لك أو عليك كل لفظة من قول
منكر أو رشيد !!

12

وهيأ الله لذلك ملك رقيب عتيد ..
والملك العتيد هو الحاضر المستعد غير

البعيد» فالسعيد من تدبر وتفكر وعمل لسرور

فى حاضره وغده ..

ومالك من رادع؟

تظن أن شريان حياتك باق لك كأنه يدفق بلا

ماذا سيكون حالك لو أمر الخالق بتوقف
شريانك وأنت مغفل أو غافل؟

تدفق إمدادات الحياة لرأسك

هل تعلم أن الرأس فيها كل مراكز
التحكم للجسد مثل التحكم فى الحركة
والإحساس والتفكير والإرادة وغيرها ؟

وهل تعلم أن هذه المراكز تحتاج لإمداد
مستمر لاينقطع من أسباب الحياة مثل الإمداد
بالماء والغذاء والأكسجين والأملاح وغيرها؟

وهل تعلم أن الله قد كفاك كل ذلك
بقدرته سبحانه وتعالى على توفير كل هذه
الإمدادات واستمرار تدفقها عبر الزمن دون

توّقف لحظة واحدة ؟

14

لأن توقف هذه الإمدادات لحظة واحدة قد
يحصل معه إغماء» ولو زاد التوقف للحظات
أخرى فمعناه موت مراكز الدماغ» ثم موت
الجسد كله.

فتأمل كيف جعل الله وَبْنْ حبلا الوريد يتفرعان
عن اليمين والشمال إلى آلاف كثيرة جدا من
الشعيرات التى تحمل الدم والإمدادات لكل
نسيج رقيق فى رأسك..!

وتأمل مجموع أطوال تلك الشعيرات الدقيقة
التى تزيد عن عشرة آلاف كيلو متر.

لتروى ثنايا رأسك من مراكز السمع والبصرا
والكلام.

فهل يسثتمر الارتواء بالتوازى مع استعمال هذه
المراكز فى إغضاب من أمدها بالرى؟

إن تلك الشعيرات تروى كذلك مراكز التفكير
والارادة بالرأس...فهل نستحى ونتذكر رحمة

الله بنا؟
و
5م |
0 7
7

علاج الشريان السباتي
في الرقبة بالدعامات

16

«وَيَدَت سَكُ اموت للق ِكَ مات همه
جبِدٌ )4 1 سورة ق :11 ]

توقف شريان حياتك ..

ومعه سكرة الموث ..

أليس هذا هو الحق؟؟

ألم تعلم أنك ميت ؟؟...

كما كنت من قبل ميت كذلك؟؟

ثم وهبك الله بك الحياة وأمر الملك الموكل أن
ينفخ روحك فتدفق شريان رقبتنك وأنت ,جنيق
فى ظلمات رحم أمك؟؟

كما كنت فى حياتك عن الحق تحيد...
جاءك حق لامهرب منه ولا محيد...

يا ليتك قرأت عن بشارات غيرك من الصالحين
إنهم فى مثل موقفك آمنون ..

تتتزل عليهم الملاتكة ألا تخافوا

16

ولا تخافوا على ماتخلفونه ورائكم من أمور
الدنيا....

د د عاد
يَؤْمَيِذِ يَتَفْرقَُونَ
بعد فناء المخلوقات يأمر الله يِيْكَ بالبعث
وإحياء الموتى فيفترق الصالح عن الظالم
ويميز الله الخبيث من الطيب وكلاهما إلى الله
ذاهبون» فكما أنه لا مهرب ولا محيد عن

الموث» كذلك لا سبيل ولا مفر بعد الموت

إلا إلى الله يك.
١‏ هومن المستَهكُ4)5 [سورة القيامة: ؟:]
فالصالح والظالم كل فى طريقه يسير..

الصالح يسير وعن يمينه ملك من الملائكة
اق الس زور بان
يدله على الطريق وفى أثناء سيره يبشره؛
ويطمئنه» ويهنئه» وبسرى عنه» ولايتركه حتى
يقفا موقفا فيه تكريم وتشريف» فيسر
الصالحون بتحقق بشرى الملك الذى عن
05

20

ومما يزيد السرور عند الصالحين أنهم.كانوا
عند المسير إلى أرض المحشر معهم ملك آخر
عن الشمال يذكرهم بأعمالهم الصالحة وأنه
اطلع عليها وأنه شاهد لهم بتلك الصالحات
الطيباتث.

فيه

ام 2 0 آ# ته أو
:9 جات هل تفي مَعها سَإِيقٌ وشَهِيدٌ © 4
[سورة ق: ١؟]‏
وأما الظالم فيسير لأرض المحشر خائفا
مرتجفا يقول أين المفر؟ فيزجره ملك من

الملائكة عن يمينه أن لا مفر فيسوقه سوقا

شديدا ولايترك له فرصة تردد أو تراجع..
وكلما أراد أن يتكلم أو يعتذر ذكره الملك
الذى عن يساره بأعمال الشر والمكر التى»كان

حم

يكيد بها » ويعلمه أنه يحفظها ويشهد ضّده
بعمله السىء» فلا يجد الظالم فرصة ولا كلمة
بل يسير مكرها لأرض المحشر بين السائق
والشهيد.

بل مما يزيد الظالم غمًا أن ينادى عليه أنك
غفلت ف الدنيا عن التذكير بآيات الله كأنه لم
يراهاء وهو الآن يبصر كل الآيات لاتخفى عليه
شىء منهاء فهو يبصر ويرى بوضوح عجيب
الملك والملائكة والمملوكون لله خاضعون.
«الَقَّدَ كت عَفَوْعنَمَذَافكتَفَاعَنكَ
عطاك فصر وريد 4 [سورة ق: ؟؟]

نعم البصر حديد ..!

42

والموقف شديد ..

ولا مهرب ولا محيد !!

بحاول الظالم أن يعتذر أو يجد كلمة تشفع له
لكن الملك الحافظ لديوان سيئاته لايمهله بل
على الى يجملة...

فيقول بصوت مسموع وبلغة يفهمها كل من
عندها يصاب الظالم بالغم ويبأس من أى ملجاً

أو مخرج !!!

ارم

عندها يعطى كل إنسان كتابه وتوضع الموازين
وتتحقق خسارة الظالمين ..!

فينادى الله كبك على السائق والشهيد

جه َكل كنار عند © مناه إلَحَرِ
ب © ألَيِّى جَعَلَ مم أله إلهَا َاخَرَ
َلْيَاهُ في ألْعَدَابٍ أَلشََدِيدِ © © 1سورة ق:؛؟ - »]
وبعد الوصول للمصير المشئوم لكل الظالمين
يتنصل قرين الجن » الذى كان ملازما لكل
ظالم فى الدنيا » من أعمال السوء التى كان
يعملها الظالم » وأن قرينه من الجن لم يكن

24

سبب طغيانه » بل كان هو فى ضلال بعيد ينصّت
للفرويعمل يدبلاتردة

وأما الصالحون فقرين كل واحد منهم فى الدنيا
من الجن ساكت لايتكلم » لأن الرجل الصالح
عمل بأوامر الله كبك » وانتهى عن ما نهى فلم
يكن لقرين الجن سبيل عليه .

حبل الله كك 1
« لك حبل الورد
بعد أن خلق الله
! ظلم شأنه:
وعلمت عظيم

كُ بحبل نح
ك ربك كيْكَ بأنه أمدك ب 0
بشرك رب 00
الله : القران
نه حبل :
إنه حب
الرحمن الرحيم
فأبشر:: 50
لقد يسر الله وك لك سب
0007 0 أ وتلستعة 57
له لك .. تقر
إنه كلام الله 0
صلاتك » وف تلاو
ف

26

وتتذكر معانيه .. وأنت قائم ..
أو نائم تسمع فى الظلام خفقات حبل الوريد.
(وامتصارا يحي أله هَجميعا ولاتَودة 2 تَقوأ»

أرشدك ل

العصمة ..
والمئعة» والحماية....

التى تحرسك من الوسوسة التى يلقيها إليك
الشيطان ..

بن

"0

البشرى

خرّج علينا رسولٌ الله صلَّى الل عليه وسلّم
إله إِلّا الله وأنّي رسولٌ الله ؟ ) قالوا: تعم» قال:
(فَإنّ هذا القران قث طدفه بين الله وعلة فه
بنرك افمككرا به فلكم لخ يلوا ولن
#بلكوا بعدّه أبدًا ) 0©.

وروي عن جبير بن مطعم 4# قال: كنا
أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك

الراوي : أبو شريح العدوي خويلد بن عمرو |المحدث : شعيب
الأرئاؤوط » المصدر صحيح ابن حبان » ص أو رقم | 122 :خلاصة
حكم المحدث : إسناده حسن على شرط مسلم.

28

له وأني رسول الله وأن القرآن جاء من عند الله
قلنا : بلى . قال يله : فأبشروا فإن هذا القرآن
طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم
لن تبلكوا ولن تضلوا بعده أبدا "./")

د 6د د

(©رواه البزار والطبراني في الكبير والصغير بإسناد صحيح .

"5

مسك القرآن الفواح ..
أبشرمرة أخرى...

لأن قراءتك للقرآن كالمسك الذى تفوح من
رائحة وكنة ..

فقد قال رسول الله يك : ( تعلّموا القرآن »
واقرموه » فإنَّ مثلّ القرآن لمن تعلّمهه فقرأه
وقام به كمثل جراب مَحشُوٌ مسكا ٠‏ يفوخ
ريه في كل مكانٍ » ومثلٌ من تعلّمَه » فيرقدٌ »
وهو في جوفه » كمثل جراب وَكِىَ على
سيك 0

(كرواه الترمذى 6259 بإسناد حسن 5

30

فطب نفسا بما رزقك الله كبك من القرآن الذى

واعلم أن تمسكك بالقرآن يكفيك كل الهموم

واعلم أن مداومتك على تلاوته تجعلك قريبا

من الله كِب

كما أنه سبحانه وتعالى أقرب إليك من حبل

الوريد ..
وعش هنيئا بكلام الله وقربك منه ..

وتذكر كلام الله لك:

دن

ص 1 سا سلا ام 6 0
« متنخرون دمر وَاَمْكُرُوا لي وا
7 ِ مُرونٍ © © 1 سورة البقرة: ؟16]

اللهُمَ أعنا عل ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

أمين

32

2و بو 60 ْ

000
هو شريان يضخ الدم من القلب للرأس
بقوة اندفاع عالية . ويجرى ذلك الشريان
عن يمين وشمال رقبة الانسان ...
ثم يتفرع من ذلك شعيرات دموية
صغيرة جدا قد يصل مجموع أطوالها
لأكثر من عشرة آلاف كيلو متر لتحمل
لمراكز المخ إمدادات الماء والغذاء
والأكسجين والأملاح وغيرها.
ليستمر تدفق تلك الإمدادات عبر الزمان
تسح سحا بلا وهن.
لأن التراخى لتدفق تلك الإمدادات لحظة
واحدة قد يحصل معه إغماء ...!!!
ولو زاد التراخى للحظات أخرى فمعناه
موت مراكز الدماغ. ثم موت الجسد
كلن..!!!
فهل يستمر إرتواء مراكز المخ بهذا
الصنح البديع بالتوازى مع استعمال
هذه المراكز فيما يغضب الله الذى
منحنا النعم ؟
آم نسعى للتفكر فى تلك النعم وسبيل
شكرها؟